الهاتف المحمول او كما يسميه الناس (الجوال) نعمة عظيمة من الله تعالى في مواكبة عصر المعلومات، وسرعة الاتصال، وثورة الانترنت، وغير ذلك وكيف لا يكون الجوال كذلك، وقد قرب البعيد، ويسر بلوغ الغاية من ذلك بإذن الله تعالى. اصبح الانسان يتصل على آخر بلاد الدنيا، ويتلقى الاتصالات ويرسل الرسائل ويستقبلها، ويقوم بانجاز الكثير من الامور عبر الجوال، لاشك انها خدمات عظيمة، ومنافع جليلة تعود على الانسان بالخير العميم، ولا سيما اذا أحسن استغلالها.
وكاتب هذه السطور ممن ليس لديه خبرة بشؤون الجوال واستخداماته إلا النزر اليسير فأنا استقبل المكالمات وابدأ بها لكني لا أحسن كتابة الرسائل بالجوال، او بقية استخداماته الاخرى، بل وعندما احب ان اكتب رسالة، او اجيب على رسالة اكلف اولادي بذلك، بل وربما اوقظهم احياناً من النوم العميق لكتابة رسالة او رد رسالة، وذلك لأن معرفتهم باستخدامات الجوال تفوق معرفتي بكثير. أحد الاصدقاء احبه ويحبني، واعزه ويعزني، قطعت بيننا مشاغل الحياة، وارتباطات العمل، والانشغالات والمسؤوليات، وجدت عليه، ووجدَ عليَّ، ودب بيننا شيء من الجفاء، ذكرت قول النبي صلى الله عليه وسلم: «وخيرهما الذين يبدأ بالسلام»، ناديت أحد ابنائي، وكلفته كتابة رسالة لهذا الصديق أسلم عليه واطمئن عليه، فأجابني برسالة رقيقة فيها صدق المشاعر، والتحسر على ما فات واخبرني انه سيزورني مغرب اليوم التالي. فرسالة قليلة الكلمات عبر الجوال تُذهب كثيراً مما في النفوس، وتزيل سوء التفاهم، وتجدد عهد المودة، وتقوي اواصر المحبة والالفة بين الاصدقاء، وذلك عند من يحسن النية، ويحسن استعمال الجوال فيما يفيد، مما هو ضروري في هذه الحياة، او يستعمله في قضاء المصالح، او صلة الارحام، او صلة الاصدقاء والاخوان.