الســودان، هو العمق الأفريقي للوطن العربي وكبرى الدول العربية مساحة، ويقطع فيها نهر النيل أطول مسافة في مجراه، وهو السلة المفترضة لغذاء العالم العربي، وفيه تنوع حضاري ثري يختصر لقاء الغابة والصحراء والبحر في منظومة سكانية وطبوغرافية جعلت للمكان سحره وللتاريخ عبقه الخاص.
والسودان يحتل موقعا جيوسياسيا إستراتيجيا، فهو أولا يمثل حلقة الوصل الكبرى بين أقطار العالم العربي و دول القارة السمراء، وله حدود مشتركة مع عشر دول هي مصر وليبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى والكونغو وأوغندا وكينيا وإثيوبيا وأريتريا، ويتواصل مع المملكة العربية السعودية عن طريق البحر الأحمر.
ويعتبر السودان عاشر دولة في العالم من حيث المساحة ويعادل نحو 20 دولة أوروبية، وعلى امتداد أراضيه الشاسعة يعيش ائتلاف فريد من الأعراق ويتكون من قبائل عربية ونوبية وحامية وزنجية وتدين أغلبية السكان بالدين الإسلامي مع وجود للمسيحية ولأديان غير كتابية ويمتاز المجتمع السوداني بالتسامح الديني.
والسودان بمساحته الشاسعة وموارده الطبيعية الغنية يعد مقصدا هاما للاستثمارات في شتى ميادينها وعلى رأسها الاستثمار في القطاع السياحي نظرا لتوافر بيئات طبيعية تتنوع بين الغابات والأدغال والأنهار والشواطئ والصحراء ما يتيح وجود مقاصد سياحية عدة كالاستجمام ورحلات السفاري والاسستشفاء والرياضات البحرية والنهرية والصحراوية.
إلى جانب ذلك هناك مقصد السياحة الثقافية التي يجد من يبتغيها في السودان المعابد والآثار والمتاحف وشواهد الأمم والحضارات التي نشأت وشهدها تاريخ السودان كالحضارات الفرعونية والقبطية والإسلامية.
أما أبرز مقاصد السياحة السودانية فهو الإنسان السوداني نفسه الذي يعرف بأصالته وكرمه وحسن وفادته وإكرامه للضيوف وطيب معشره ومسلكه.
الجغرافيا والتاريخ
نبذة جغرافية
يقع السودان بين خطي عرض 2 و22 شمال خط الاستواء وخطي طول 22 و38 شرقا، ويحتل نحو 8% من مساحة القارة الأفريقية، وأراضيه زراعية وتتميز بأنها في معظمها سهول ممتدة، وهناك التلال التي تسمى محليا (القيزان) والجبال مثل سلسلة جبال الأماتونج في الجنوب وكسلا في الشرق وسلسلة جبال النوبة في أواسط البلاد.
والسودان أكبر دولة أفريقية ينساب فيها نهر النيل وفروعه وروافده الكبرى مثل النيل الأبيض والنيل الأزرق والسوباط وعطيرة وعشرات الأنهر الأخرى، وتغطي الغابات مساحة كبيرة من أراضيه وهي تسهم في حماية البيئة وتعتبر من المصادر الاقتصادية الهامة للبلاد.
نبذة تاريخية
تشير الأبحاث الأثرية والتاريخية إلى أن السودان عاصر البدايات الأولى للحضارة الإنسانية، فقد وجدت دلائل إعمار الأرض خلال فترات امتدت منذ العصر الحجري 8000 ق.م. إلى 6000 ق.م ثم عصر حضارة كرمة 2600 ق.م إلى 1500 ق.م ومملكة نبته 760 ق.م إلى 653 ق.م ومملكة مروى 350 ق.م.
يبدأ التاريخ الإسلامي للسودان في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان -رضي الله عنه- عندما عقد القائد عبد الله بن أبي السرح اتفاقية مع النوبة عام 31هـ، وفي القرن الخامس عشر قامت سلطنة الفونج التي انتهت عام 1821م عندما أرسل محمد علي والي مصر جيوشه إلى السودان.
وفي عام 1877 بدأ حكم الاستعمار الانجليزي ثم قامت الثورة المهدية عام 1881 وتمكن المهدي من الوصول إلى الخرطوم وسيطر عليها في 26 يناير/ كانون الثاني 1885م حدثت معركة كرري حيث بدأ الحكم الثنائي المصري- الإنجليزي حتى العام 1956 عندما نال السودان استقلاله حيث تعاقبت عدة حكومات سودانية على حكمه وصولا إلى قيام ثورة الإنقاذ الوطني في يونيو/ حزيران 1989
المعلومات الأساسية
المساحة: مليونان و505 آلاف و813 كم2
عدد السكان: 37 مليون نسمة.
أهم المدن: الأبيض وبورسودان وجوبا ودنقلا والفاشر وعطبرة وسنار وكسلا.
طول الحدود: 7687 كم
اللغة: العربية وتستخدم الإنجليزية في التجارة، وفي السودان عدة لهجات محلية مثل النوبية.
تاريخ الاستقلال: الأول من يناير/ كانون الثاني 1956
التقسيم الإداري: السودان تتكون من 26 ولاية هي: أعالي النيل والبحر الأحمر والبحيرات والجزيرة والخرطوم والقضارف والوحدة والنيل الأبيض والنيل الأزرق وغرب دارفور وغرب كردفان وجنوب دار فور وجنوب كردفان وجونقلي وكسلا ونهر النيل وشمال كردفان وشرق الاستوائية وسنار وأراب.
التوقيت: ساعتان+ غرينتش
الرمز الكودي: SU
الخط الدولي: 249.
العملة: العملة الرسمية هي الدينار السوداني، الدولار الأميركي= 235 دينارا سودانيا.
ساعات العمل الرسمية: من السبت إلى الخميس 7.30 صباحا حتى 2.30 ظهرا.
العطلة الأسبوعية: الجمعة وتعطل بعض المؤسسات يوم الأحد.
المرافئ والمطارات: أهم المرافئ بورسودان على البحر الأحمر، وسواكن وهو مرفأ للصيد، ومطار الخرطوم ويبعد 4 كم عن مركز العاصمة.
طول السواحل: 853 كم.
أهم الصناعات: حلج القطن والنسيج والإسمنت والمواد الغذائية وتكرير النفط.
الصادرات: القطن ولحوم الماشية والبترول والصمغ العربي والسمسم والفاكهة.
الواردات: منتجات البترول والأدوية والآلات والكيماويات والمواد الغذائية.
المواد الطبيعية: البترول وخام الحديد والذهب والنحاس والزنك والكروم.
المناخ: مناخ السودان متنوع ففي الشمال يسود الطقس الصحراوي الجاف وفي الجنوب المناخ الاستوائي ويتحول إلى الاعتدال شرقا على ساحل البحر الأحمر.
كما تتميز بعض مناطق الغرب السوداني بمناخ شبيه بالمناخ المتوسطي المعتدل، ويشهد وسط وشمال السودان سقوط الأمطار الموسمية من يونيو/ حزيران إلى أكتوبر/ تشرين الأول وفي مناطق الجنوب تسقط الأمطار طوال أشهر السنة تقريبا.
معلومات متنوعة
تغطي المواسم والمهرجانات والاحتفاليات كل شهور السنة، ومن أبرزها معرض الخرطوم الدولي في أكتوبر/ تشرين الأول من كل عام، ومهرجان الفروسية في غرب البلاد، ومهرجان الهجن في كل من الغرب والشرق، ومهرجان الموسيقى العالمية بالخرطوم وسباق الدراجات الدولي، والموسم المسرحي في فصل الصيف.
هذا إلى جانب الفعاليات والاحتفاليات الثقافية والأدبية والفنية والرياضية التي تتواصل بصورة يومية خاصة في ولاية الخرطوم، وكل أشهر العام تعتبر موسما لصيد الحيوانات البرية على أن أنسب الفترات للصيد هي فترة الصيف والخريف.
تنتشر في البلاد الاستراحات والقرى السياحية مثل استراحات جبل مرة واستراحات الحظائر القومية بجانب القرى السياحية مثل قرية عروس على البحر الأحمر ومعسكر الدندر داخل محمية الدندر الطبيعية.
تفتح المتاحف التي تنتشر في البلاد أبوابها طوال الأسبوع عدا يوم الاثنين، أما في يوم الجمعة فتغلق أبوابها فقط بين الساعة الثانية عشرة منتصف النهار والرابعة مساء تقوم وكالات السفر والسياحة إلى جانب عملها التقليدي بتنظيم رحلات الصيد وإقامة المعسكرات في مواقع الصيد المختلفة بعد الحصول على جميع التصاديق الرسمية.
وترتبط أجزاء البلاد بشبكة واسعة من المواصلات البرية والنهرية والجوية والحديدية كما ترتبط بعضها ببعض وبالخارج بشبكة من الاتصالات الحديثة وفق أحدث التقنيات العالمية.
مقومات سياحية وفرص
قبل حوالي 40 عاما برز اقتراح إنشاء وزارة مستقلة للسياحة بحجة أن السياحة في السودان يمكن أن تكون لها الأولوية في دعم الاقتصاد الوطني السوداني.
ومما يحمد للدولة حاليا أنها استجابت لهذا المطلب فأنشأت وزارة مستقلة للسياحة والتراث القومي قائمة بذاتها كخطوة تدل على اهتمام الدولة بالاستثمار في إمكانيات السودان السياحية الكثيرة والمتنوعة التي أجمع كل خبراء السياحة الذين زاروا السودان على أنها تفوق إمكانيات كثير من البلدان التي تعتمد بصورة أساسية على السياحة في اقتصادها الوطني.
وتعنى وزارة السياحة والتراث القومي عناية خاصة بالاستثمار السياحي المحلي والخارجي ووضعت لذلك امتيازات وتسهيلات كثيرة وجاذبة مستهدية في ذلك بقانون الاستثمار السوداني الذي شهدت بمرونته جميع الدوائر المعنية.
وفى هذا الصدد وضعت الوزارة خريطة استثمارية استعرضت فيها مجالات وفرص الاستثمار السياحي المتاحة في مختلف أرجاء السودان بعد أن قسمت البلاد إلى أقاليم جغرافية وفقا لتشابه المنتج السياحي في كل إقليم، وقد ذكرنا في الأسطر السابقة ما يلي ولاية الخرطوم في هذا الصدد وبقى أن نستعرض هذه المجالات والفرص في بقية الأقاليم.
الآثار والمتاحف
من الأحداث الجديرة بالتسجيل هنا هو اختيار عشرة مواقع أثرية في السودان وتسجيلها بواسطة الجهات العالمية المعنية كجزء من التراث الإنساني، وذلك في الآونة الأخيرة بجانب مشاركة هذه الجهات بفعالية في إنقاذ المواقع الأثرية بمنطقة الحما داب التي يجري العمل حاليا لتنفيذ سد عملاق فيها.
والسودان غني إلى حد كبير بهذه المواقع ولذلك تمثل السياحة الثقافية فيه العمود الفقري بالنسبة للمقومات الأخرى، ومن هذه المواقع مدينة النقعة التي تعتبر أحد المراكز الهامة لمملكة مروى وبها معبد الإله الأسد أبادماك ومعبد الإله آمون والكشك الروماني.
وهناك منطقة المصورات الصفراء، ومن أهم الآثار فيها السور العظيم ومعبد الإله المروي (سيبو مكر) ومجموعه من الحفائر والمحاجر هذا إلى جانب آثار الممالك المسيحية التي امتد نفوذها إلى ما بعد منطقة (سوبا) جنوب الخرطوم.
متحف السودان القومي
وتزخر العاصمة الخرطوم بمدنها الثلاث الكبرى بالعديد من المتاحف وأكبرها (متحف السودان القومي) ويحتوي على مقتنيات أثرية من مختلف أنحاء السودان يمتد تاريخها إلى عصور ما قبل التاريخ وحتى فترة الممالك الإسلامية، وتشتمل الصالات الداخلية للمتحف العديد من المقتنيات الحجرية والجلدية والبرونزية والحديدية والخشبية وغيرها في شكل منحوتات وآنية وأدوات زينة وصور حائطية وأسلحة وغيرها.
أما فناء المتحف وحديقته فعبارة عن متحف مفتوح يشتمل على العديد من المعابد والمدافن والنصب التذكارية والتماثيل بأحجام مختلفة، والتي كان قد جرى إنقاذها قبل أن تغمر مياه السد العالي مناطق تواجدها وتمت إعادة تركيبها حول حوض مائى يمثل نهر النيل حتى تبدو كأنها في موقعها الأصلي، وأهمها معابد (سمنه شرق) و(سمنه غرب) وبوهين كما اشتملت أيضا على مقبرة الأمير (حجو تو حتب) وأعمدة كاتدرائية فرس ويفتح المتحف أبوابه طوال أيام الأسبوع عدا الاثنين.
متحف الإثنوغرافيا:
تم افتتاح متحف السودان القومي للإثنوغرافيا عام 1959 وأعيد ترتيبه عدة مرات بفلسفة عرض وطرق جديدة وهو يفتح أبوابه يوميا عدا الاثنين بعد أن خضع مؤخرا (2003) م إلى إعادة ترتيب جديدة وقسم إلى مناطق ثقافية.
متحف التاريخ الطبيعي:
افتتح هذا المتحف عام 1929م ويحتوي على أنواع مختلفة من الطيور والزواحف والتي تعرض حية أو محنطة مع معلومات موجزة عن كل حيوان ومناطق وجوده واسمه العلمي والمحلي، ويعتبر المتحف ممثلا للبيئات الطبيعية في السودان وهو أيضا يفتح أبوابه يوميا عدا الاثنين.
متحف بيت الخليفة:
يقع هذا المتحف في مدينة أم درمان في منطقة غنية بآثار حقبة الدولة المهدية، وكان في السابق مقرا لسكن الخليفة عبد الله التعايشى إبان الدولة المهدية وخليفة قائد الثورة المهدية الإمام محمد أحمد المهدي، وقد شيد المبنى عام 1887م على يد المعماري الإيطالي بيترو كما شيد الجزء الملحق به والمكون من طابقين عام 1891م وقد تحول المنزل إلى متحف تاريخي عام 1928م وهو يحتوي على العديد من المقتنيات النادرة لتلك الحقبة كما يشتمل على مقتنيات تعود إلى ما قبل الدولة المهدية.
متحف القصر الجمهوري:
افتتح رسميا عام 1999م ويستقبل زواره في أيام الجمعة والأحد والأربعاء من كل أسبوع، ويهتم المتحف بتوثيق وحفظ المقتنيات الرئاسية والنشاط الرئاسي إبان الحقب المختلفة من تاريخ السودان الحديث، ويضم العديد من المقتنيات التاريخية والرئاسية كما يضم معرضا خارجيا كجناح للسيارات الرئاسية القديمة وتوجد به مكتبة عامة.
كما يوجد العديد من المتاحف الخاصة التي يملكها أفراد، إلى جانب المتاحف الأخرى في المدن الولائية والمتحف الحربي الذي يمارس نشاطه من خلال المشاركة في المعارض العامة والخاصة بالداخل والخارج.
.