(بكاء الرسول ) عليه أفضل الصلاوات وأتم التسليم

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه رسالة لطيفة مختصرة في ذكر جملة من الأحاديث الصحيحة التي وردت في بكاء الرسول صلى الله عليه وسلم وهي تبين في جملتها ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من الرحمة والشفقة وشديد التأثر بمصاب أصحابه رضي الله عنهم .

والناظر في هذه الجملة من الأحاديث الصحيحة في بكائه صلى الله عليه وسلم ،يرى أنه لم يكن بعيدا في بكائه عن الحق ،

فتراه يبكي رحمة لاحتضار إنسان من أهله أو أصحابه أو موته .

ويبكي عند دفن أحد أصحابه أو أهله .

ويبكي شفقة وخوفا على أمته .

ويبكي عند سماع القرآن .

ويبكي شفقة من وقوع العذاب ببعض أمته .

ولم يكن بكاؤه من باب بكاء كثير من أهل زماننا يبكون على الدنيا وللدنيا .

فهيا بنا إخوتي ننظر في بكائه صلى الله عليه وسلم ونتأسى في بكائه قال تعالى (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة )) .

بعض الأحاديث في بكائه صلى الله عليه وسلم :

(بكاؤه صلى الله عليه وسلم رحمة للصبي في احتضاره)

قال أسامة بن زيد رضي الله عنهما :
أرسلت ابنة النبي صلى الله عليه وسلم إليه : إن ابنا لنا قبض ،فأتنا .
فأرسل يقرأ السلام ويقول : (( إن لله ما أخذ وله ما أعطى ، وكل عنده بأجل مسمى فلتصبر ولتحتسب )) .
فأرسلت إليه تقسم عليه ليأتينها .
فقام ومعه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وزيد بن ثابت ورجال .
فرفع إلى رسول الله الصبي ونفسه تقعقع_قال : حسبته قال: كأنها شنّ ففاضت عيناه .

فقال سعد يا رسول الله ما هذا ؟
فقال : ((هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده ،وإنما يرحم الله من عباده الرحماء )) .
رواه البخاري .

ونفسه تقعقع كأنها شن : أي أنها تتردد في صدره ولها صوت وحشرجة ونحوه مما يصدر من أصوات الاحتضار وخروج الروح ،ويشبه ذلك صوت حركة الماء في القربة .

(بكاؤه صلى الله عليه وسلم عند دفن ابنته)

قال أنس بن مالك رضي الله عنه :

شهدنا بنتا لرسول الله قال :
ورسول الله جالس على القبر ،قال :فرأيت عيناه تدمعان .

قال : فقال : ((هل منكم رجل لم يقارف اللية ؟ )) .
فقال أبو طلحة : أنا .
قال : (( فانزل ))
قال : فنزل في قبرها .
رواه البخاري .
لم يقارف : لم يقع في معصية ولم يذنب وقيل : أي لم يجامع أهله .

(بكاؤه صلى الله عليه وسلم رحمة بابنه في احتضاره)

قال أنس بن مالك رضي الله عنه :

دخلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سيف القين فاخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم إبراهيم فقبله وشمه .

ثم دخلنا عليه بعد ذلك وإبراهيم يجود بنفسه فجعلت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تذرفان .
فقال عبد الحمن بن عوف رضي الله عنه :وأنت يا رسول الله ؟
فقال : ((يابن عوف إنها رحمة ))
ثم أتبعها بأخرى فقال : (( إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ،وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون )) .
رواه البخاري .
يجود بنفسه : أي يحتضر وتخرج روحه منه .

دمتم بحفظ الرحمن

لا اله الا الله محمد صلى الله صلى عليو وسلم...

مشكووووووووووووووووووووووور